الدراسة بفاعلية
إن الدراسة والاستذكار مثلهما مثل أي عملية ذهنية يقوم بها الإنسان، تحتاج إلى بعض الخطوات والإجراءات التي يجب اتباعها ومحاولة التخطيط لها حتى تتم عملية الدراسة بشكل فعال، وتؤتي ثمارها المرجوة.
سوف نحاول في هذا الموضوع مشاركة بعض الأفكار والنصائح التي تساعد على تحقيق هذا الهدف.
كيف تدرس بفاعلية؟
السر هنا هو محاولة الاستمتاع بعملية الدارسة نفسها برغم كل ما فيها من معلومات وأرقام ومواد دراسية متباينة. الدراسة بفعالية ليس لها علاقة بطول مدة البقاء على المكتب، أو كم المعلومات التي تم هضمها، وإنما تقاس بالكيف، وهو ما يتعلق بفهم المادة التي تم دراستها، بحيث يتم استدعائها بنجاح في الوقت المطلوب.
الدراسة في الأساس غرضها التعلم وتنمية القدرات الذهنية، ثم يأتي بعد ذلك الأرقام والاختبارات، والنقل بين الصفوف الدراسية، ولهذا فإنها تتطلب بعض المجهود الإضافي لكي تحقق غرضها الأساسي، ثم يأتي بعد ذلك فكرة إعداد العقل للتعامل مع الاختبارات.
طرق المذاكرة بفاعلية
أولًا: التحضير والتهيئة
• اختر المكان المناسب والبيئة المثالية والوقت المحبب لنفسك: لا يوجد قواعد أو إرشادات هنا، هذه المساحة لك لكي تختار الطريقة التي تدرس بها. حدد مكانك المفضل (سواء المنزل أو خارجه)، والبيئة المحيطة (وحدك أم مع الأصدقاء)، و
التوقيت الذي ينشط فيه ذهنك (بعد الفجر- قبل العصر- في المساء). لا نملك نفس التفضيلات لأننا مختلفين.
• أدواتك الدراسية هي شخصيتك، تذكر أنك تستمتع بما تفعل، اختر قلمك المفضل، والمفكرة التي تحبها، والقلم الذي تحمل له ذكريات جميلة. اختر أدواتك بحب.
• التهيئة النفسية: كل ما يحببك في الدراسة مطلوب هنا، موسيقاك المفضلة، عطر الغرفة (البخور) الذي تحبه، صورة تضعها أمامك، لعبة ما! أذكار الاستذكار أو الوضوء أو الصلاة. كلها تقنيات مثبت فعاليتها في التحضير النفسي للمذاكرة.
ثانيًا: التخطيط
• حدد مدة زمنية معينة، قد تبدأ قليلة ثم تزيد، أو العكس، ولكن حاول قدر الإمكان الالتزام بها.
• أو يمكنك تحديد كم معين من المعلومات، عدد صفحات مثلًا، أو فقرات، أو مادة معينة، أو ربما جدول للمواد، أنت القائد، ولكن حاول أن تلتزم بما وضعته لنفسك.
• استخدم مفكرة صغيرة لكي تشطب ما تم الانتهاء منه. هذه الخطوة تشعرك بالإنجاز، وتعطيك ثقة بالنفس.
• حدد زمن ثابت لاستراحة قصيرة، يمكنك أن تأكل شيئًا، أو تتحدث إلى شخص ما لكسر الملل، أو فقط تظل صامتًا.
• قسم وقت الدراسة إلى أقسام حسب جهدك وصبرك، قد تطول إلى ساعة أو اثنتين، أو تنقص إلى نصف الساعة فقط، لكل شخص طاقته وقدرته على التركيز والصمود، اجعل فقط "التركيز" هو معيارك الأوحد، متى فقدت التركيز، اترك العمل فورًا. تذكر أن هدفك هو الكيف وليس الكم!
• اختبر نفسك كل فترة، قم بالإجابة على بعض الأسئلة واختبارات الأعوام السابقة، هذه الخطوة هامة لكي تعرف درجة تقدمك واستيعابك.
• اكتب ملاحظاتك بأي شكل مريح، سواء باستخدام الورقة والقلم أو الكترونيًا، التسجيل هام لربط المعلومة التي تقرأها بفهمك، وحفظها في عقلك.
ثالثًا: تجنب الآتي
- الملهيات والمشتتات: بقدر الإمكان حاول تجنب الإنترنت، المكالمات التليفونية غير الضرورية، الانشغال بمهام أخرى، الحديث الجانبي مع الأسرة- كلنا نقع ضحية لهذه المشتتات، ولكن حاول تقليلها أو تحجيم آثارها على عملك.
- تراكم المواد الدراسية والدروس، بحيث تصبح دراستهم في وقت واحد أمر صعب ومشتت.
- عدم حضور الفصل الدراسي يجعل مهمة الدراسة وحدك أصعب بكثير، متابعة الدروس في المدرسة، والاستماع لشرح المعلم، يجعل مهمتك أسهل بكثير عن الاستذكار.
- قلة النوم، والأكل الكثير قبل البدء في الاستذكار، حيث يعملان على خفض طاقتك الاستيعابية، وقلة التركيز.
- السلبية وانخفاض الدافع، وهذا يتطلب منك العودة إلى السؤال الأساسي، لماذا يجب أن أدرس؟ وضع حلمك أمامك يعينك على العمل، فمثلًا إذا حصلت على درجات عالية في الثانوية العامة يمكنني الحصول على منحة في جامعة مرموقة، أو خارج البلاد.
- لا تقارن نفسك أبدًا بزميل أو وزميلة، سواء في مستوى أعلى أو أقل. كل شخص له إيقاعه، وتفرده، ومواهبه، ومميزاته. عليك فقط التركيز على نفسك والعمل على تطويرها بشكل مستمر.
كيف تختار الطريقة الفعالة لدراستك الناجحة؟
يعتمد هذا بشكل كبير على شخصيتك، ولذلك لا توجد طريقة واحدة، فمثلًا:
• الشخص الاجتماعي يميل للاستذكار في بيئة اجتماعية وحول الأصدقاء- فلتفعل ذلك.
• لا تحب الكتابة والقراءة، يمكنك الاستماع إلى الدروس المسجلة أو المواد التعليمية المصورة، سواء على اليوتيوب، أو قنوات التعليم التابعة للمدرسة.
• لا تحب الجلوس في مكان واحد، قم بتقسيم وقت دراستك ما بين أماكن عديدة بحيث يرتبط كل مكان بجزء من خطتك الدراسية.
• لو كنت شخصًا تقليديًا، يمكنك الاعتماد على الورقة والقلم والألوان والورقة البيضاء.
معرفتك بشخصيتك هل أساس اختيار الطريقة الفعالة التي تدرس بها، يمكنك الاستعانة بالاختبارات الشخصية المنتشرة على الإنترنت لتعرف طبيعة شخصيتك، كما أنه مع التجربة سوف تكتشف أكثر.
نصائح فنية لطرق الدراسة
تتجه كل طرق التعليم الحديث نحو الفهم والتعلم والاستيعاب بدلًا من حشو المعلومات والحفظ والتلقين!
إليك بعد النصائح التي تساعدك على الخروج بأفضل النتائج عندما تبدأ في المذاكرة:
• حاول تجميع المواد المتشابهة في فترات زمنية قريبة أو يوم واحد، يقلل ذلك من التشتيت ويجعل ذهنك منتبهًا.
• من الضروري أن تكون تصور خاص بك عن للموضوع الخاص بالدراسة، وليس تصور زميل مثلًا. يعطيك ذلك القدرة على الفهم العميق للمواد التي تعمل عليها، كما انها تضيف لك التميز الأكاديمي. اكتب بطريقتك ما فهمته في ورقة جانبية، لا تهتم للغة أو التنظيم، فقط قم بتفريغ ما فهمته.
• استخدم طريقة
الخرائط الذهنية التي أثبتت فاعلية كبيرة في تنظيم آلية التفكير داخل العقل، وتسهيل الموضوعات المعقدة الصعبة.
• استخدم بطاقات الذاكرة التفاعلية، وهي ربط المعلومات بالصور، لخلق حالة ذهنية تساعدك على فهم واستيعاب المواد التي تقرأها، وتفنيدها في شكل بصري يسهل استدعاؤه فيما بعد.
• اطلب المساعدة من زميل أو معلم أو حتى محركات البحث والكتب والموسوعات المتخصصة، هي خطوة هامة عندما تشعر بأنك فعلت كل ما بوسعك لكي تستوعب فكرة ما.
كن إيجابيًا
يمر علينا جميعًا، فترات من الفتور، ولكن مهم جدًا أن نتخطاها، بين كل تفكير سلبي واحد، عليك بوضع عشر أفكار إيجابية مثل "أنا أسير بشكل جيد حسب قدراتي"، " أنا لست في سباق مع أحد"، "أنا اخترت هذا التخصص وأستطيع أن أتعامل معه"، "سوف أنجح لأني أريد أن أتقدم في الحياة"، "أنا فقط المسؤول عن نجاحاتي"، "يمكنني فعل هذا".
ضع أمامك في كل يوم ورقة مكتوب عليها رسالة إيجابية تشجع بها نفسك.
ما تقرأه وتراه وتفكر فيه هو ما سوف تعمل لتحقيقه.
طرق الاستذكار الناجح كثيرة ومتشعبة، كل ما عليك أن تعرف نفسك جيدًا وتختار المناسب لك، حسب جهدك وطاقتك، وقدراتك.