هل هناك أوقات مثالية للاستذكار؟ هل هناك تأثير للتوقيت على معدل التركيز؟ تميل الإجابة عن هذا الأسئلة إلى: نعم.
بالطبع هناك أوقات مفضلة للمذاكرة لتحقيق أفضل النتائج، وسوف نحاول سردها بإيجاز في هذا المقال لتعم الفائدة.
تحتل المذاكرة مكانة كبرى في حياة الطلاب وهي العامل الأساسي الذي يدعم العملية التعليمية، ويعزز ما تم دراسته في المدرسة خلال اليوم الدراسي، وأيضًا في أيام الامتحانات.
تحتاج المذاكرة إلى عقل يقِظ، وتركيز، وطاقة من أجل استيعاب أفضل للمعلومات، حيث يعمل المخ بكامل طاقته للفهم وربط الأفكار ببعضها من خلال الخرائط الذهنية.
ويحتاج الطلاب إلى توجيه من أولياء الأمور لكي تسير عملية الدراسة والاستذكار بشكل سلسل، ومن ضمن هذه التوجيهات هي اختيار افضل اوقات للمذاكرة، وفيما يلي أنسب أوقات الاستذكار.
أجمع العلماء على أن في فترة الصباح الباكر تعمل الذاكرة في أفضل حالاتها، حيث يكون باستطاعة المرء أن يتذكر الأرقام والحقائق والتواريخ بالشكل الأمثل.
وتبدأ فترة الصباح الباكر عن بعض الخبراء من الرابعة صباحًا، وهو وقت البكور بعد وقت الفجر بقليل، يكون المنزل والشارع في حالة سكون تام، ويكون العقل في حالة ذهنية نشطة، مع بداية ظهور ضوء النهار.
أما الفترة الصباحية الأخرى الأكثر شيوعًا، ما بين الثامنة صباحًا والثالثة عصرًا، وهي الفترة الأكثر شيوعًا والمعتمدة في المدارس والجامعات، حيث يكون العقل في قمة اليقظة، وقد نال قسط من الراحة وبدأ يومه في قمة الاستعداد لاستقبال المعلومات، واستيعابها، والقيام بالقراءة، والكتابة، والاستماع، والتفاعل.
إن ضوء الشمس الطبيعي يساهم بشكل فعال في يقظة حاسة الإبصار، والانتباه، وإعطاء شعور طبيعي إيجابي بالإنتاجية، ولذلك فإن الاستذكار في مكان مفتوح صباحًا، هو أحد أفضل الحلول المثالية لنتائج مبهرة.
وهو وقت آخر يمكن فيه الحصول على نفس الدرجة من الهدوء والسكينة، وبالتالي قدرة أكبر على التحصيل. يقوم بعض الطلاب والدارسين بتهيئة الجو العام في المساء بدءًا من الثانية عشر مساءًا لكي يحصلوا على أكبر قدر من تحصيل العلوم حيث الكل نيام.
ويلعب هنا العامل النفسي دورًا كبيرًا عند هؤلاء الناس، حيث يستطيعون البعد عن التشتيت والملهيات.
يفضل دومًا أن تبدأ عملية الاستذكار بعد نصف ساعة على الأقل من تناول الطعام، حيث تكون عملية الهضم قد بدأت وبالتالي تعمل الدورة الدموية بشكل أفضل ويختفي شعور الامتلاء تدريجيًا.
تخفيف الطعام أو تناول وجبة صغير قبل المذاكرة هو الخيار الأفضل، كما أن تناول بعض الخضروات والفاكهة أثناء المذاكرة هو حل جيد لكي يعمل المخ بشكل سليم مع ضبط الكميات.
تناول الشاي والقهوة بكميات معقولة تفيد في إبقاء الجهاز العصبي مستيقظًا ونشطًا، وتحفز العقل للعمل بكفاءة.
الساعة البيولوجية وهي عبارة عن ساعة داخلية موجودة داخل دماغنا منذ الصغر، تساعد على تحديد الزمن وربطه بالمكان والنشاط وبالتالي متى يكون التوقيت المثالي للدراسة لكل شخص، يتم برمجة الساعة البيولوجية عندما يتم تثبيت موعد روتيني يومي ثابت للمذاكرة، وهي حالة شائعة جدًا قبل فترة امتحانات آخر العام.
اختلاف طبيعة البشر والبيئة المحيطة قد تحدد أحيانًا الوقت الأفضل للمذاكرة حسب ميول كل شخص المزاجية، فمثلًا أوقات الدراسة المثالية في الحضر والمدن قد تختلف عنها في الريف والقرى، كذلك الموقع الجغرافي ومحل السكن، بالإضافة إلى التفضيلات الشخصية للأفراد كما ذكرنا سلفًا.
وبصرف النظر عن افضل اوقات للمذاكرة فإن هناك مجموعة من النصائح العامة التي تساعد في تحقيق التفوق في المذاكرة.
وقت الصباح هو الأمثل للمذاكرة، ولكن إذا كان المساء هو وقتك المفضل فلتفعل، أنت أدرى بما هو أنسب لك، ولكن في كل الأحوال احرص على الالتزام بروتين يومي في تحصيل دروسك أولًا بأول لكي تحقق أهدافك في الحياة العملية والشخصية.