أسلوب القصة التعليمي

منذ سنة
أسلوب القصة التعليمي

مع السرعة الشديدة التي يسير بها إيقاع العصر الحديث وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، والثورة في مجال التحوّل الرقمي، أصبحت التحديات أمام العملية التعليمية أعقد.

 يتوجب على المدارس والمعلمين والإدارات الآن اعتماد طرق تدريس جديدة في التعليم تبتعد عن التلقين والحفظ والتعقيد، وتستبدلها بطرق جديدة مثل الأسئلة، وحل المشكلات، والحكيّ، أو أسلوب القَصْة التعليمي.

ماهي القصة؟

هي أقدم أساليب التسلية والإمتاع، منذ أن جلس أصحاب الحضارات القديمة حول النار يقصون حكايات من أجل الترفيه والاستمتاع بالوقت، وأيضًا تبادل الحكم والمنفعة والخبرات.

تتكون القصة من ثلاث وحدات رئيسية، هي المقدمة والوسط والنهاية، ولها بطل أو بطلة يرتبط به القارئ أو المستمع وهو ما يخلق حالة من الود والتعاطف معه/ معها.

ولأن الطفل يشعر بالملل بسرعة، فإن الأطفال يحبون سماع القصص بشكل عام، من أحد الوالدين، أو الجِد أو في حلقات الحكي للأطفال، وفي مرحلة الروضة بالتحديد.

ما هو أسلوب القصة التعليمي؟

هو فكرة تعتمد على دمج فن الحكي أو القصة لتقديم المعلومات الأكاديمية للأطفال بطريقة شيقة، ومسلية وجاذبة للانتباه، مما يساهم في ثبات المادة التعليمية في أذهانهم، بدون الحاجة للتلقين والحفظ، بل وبدون كتاب.

أساليب عرض القصة التعليمية

1- الحكي/السرد:

حيث يلعب المُعلم/ ولي الأمر أو أحد الطلبة دور الحكاء.

2- القصة المصورة:

حيث ترتبط الحكاية بصورة مرئية (مقطع مصور- تحريك- صور فوتوغرافية).

3- التمثيل:

حيث يقوم مجموعة من الطلبة بتمثيل القصة بأنفسهم، في شكل عرض مسرحي مبسط.

4- الرسم:

حيث يشجع المعلم طلابه لرسم القصة بأنفسهم بعد أن قام بحكايتها، أو يقدم لهم قصة مرسومة بدون نَص ويطلب منهم تخيل أحداثها.

وبالطبع يمكن الدمج بين أكثر من طريقة بشكل ابتكاري جذاب.

أهمية أسلوب القصة في التعليم

  • تبسيط المعلومة للطالب وتوصيلها بسلاسة بحيث تبقى في الذاكرة، وترتبط بصور ذهنية ربما تعلق طوال العمر.
  • خلق علاقة أكثر أريحية وود ما بين الطالب والمعلم الذي يلعب دور الحكاء.
  • ملائمة جدًا لطرق التعليم عن بُعد حيث لا تتطلب تواجد الطلاب والحكّاء في مكان واحد.
  • نمط تعليمي يتماشى مع طرق التعليم الحديثة التي لا تعتمد على التلقين.
  • تعمل على تعليم الطفل قيّم المجتمع وأخلاقياته، وكذلك تقدم له الثقافات الإنسانية الأخرى.
  • تشجع الأطفال على التفاعل مع الزملاء والأصدقاء والأقارب.
  • تنمي مشاعر وانفعالات الأطفال، وتنفث عنها بشكل طبيعي مما يساهم بشكل إيجابي في سلامة الصحة النفسية لهم.
  • منعدمة التكاليف ولا تحتاج إلى إمكانيات.
  • ترغيب الأطفال في التعليم واستيعاب المواد الدراسية المتضمنة داخل القصة.
  • تعليم الطلاب أنفسهم كيف يقومون بحكي القصص في المستقبل.
  • تنشيط خيال الطفل وتطوير مهاراته الأدبية والعقلية.
  • لها دور فعال في تبسيط بعض المواد الدراسية المعقدة مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء.

أفكار السرد القصصي للأطفال

قصة واقعية:

حدث شخصي مر به الحكاء (ولي أمر أو مُعلم)، يتم ربطه بمادة أو أكثر من المنهج.

قصة تاريخية:

يتم من خلالها دمج أخلاقيات وسلوكيات مرتبطة بمواد التاريخ أو اللغات أو الجغرافيا.

قصة خيالية:

قد تكون من كتاب أو من إبداع الحكّاء، ثم يتم ربطها بأي منهج ذو طابع علمي.

شروط سرد القصة للأطفال

  1. بسيطة وملائمة لعُمر الطفل ومستواه الأكاديمي.
  2. استخدام اللغة السهلة التي تناسب المستوى اللغوي للطالب.
  3. مختصرة وواضحة.
  4. تحتوي على سلوك تربوي وأخلاقيات.
  5. أن تتبع فكرة رئيسية واضحة (قد تكون عنوان الدرس أو موضوعه).
  6. وضوح صوت الحكّاء وطبقته ومخارج حروفه.
  7. تركيز الحكّاء مع الأطفال من حوله لقياس مقدار استيعاب كل واحد منهم على حدة.
  8. تهيئة الجو العام من حيث الهدوء واختيار مكان مناسب مريح لكل الأطفال، كقاعة المكتبة أو المسرح في المدرسة أو مكان واسع وفسيح في المنزل، أو التأكد من جاهزية الجلسة الافتراضية في حالة التعليم عن بُعد.
  9. تتبع أسلوب القصْ من حيث بداية ووسط ونهاية.

التحضير للقصة التعليمية

أسلوب القصة التعليمية ليس مقصورًا على المُعلمين فقط، ولكن يمكن لولي الأمر من أحد الوالدين أن يقوم بدور الحكّاء.

المطلوب فقط هو التحضير والتجهيز للحكي عن طريق مجموعة خطوات:

  • تعّرف جيدًا على جمهورك من الطلاب، من حيث الفئة العُمرية والمكان والخلفية الاجتماعية والثقافية، ماذا يسمعون من الموسيقى، وماذا يشاهدون ويقرأون، كم عدد الأولاد وكم عدد البنات؟ هذه خطوة هامة لدراسة المتلقيين للمادة المحكية.
  • تحديد أهداف الدرس أو المادة التعليمية أولًا، ثم ربطها بالقصة المناسبة من حيث النوع والأسلوب.
  • تحديد مدة زمنية للقصة عن طريق إجراء تجربة عملية وتسجيلها قبل إلقائها على الأطفال.
  • وضع مجموعة من الأسئلة التفاعلية وكتابتها في ورقة لكي تُلقى على الأطفال لشحذ الذهن والتنبيه وإشراكهم في الحكي.
  • سؤال الأطفال عن رأيهم في جودة القصة وطريقة الحكي، والتأكد من وصول المادة إليهم بشكل شفهي لطيف.

الطفل كمتلقي للقصة التعليمية

ليس من السهل أن يبقى الطفل (خصوصًا في مرحلة الروضة) في مكان واحد، ولذلك فإن تقنية القصة سوف تحمل معها مجموعة من التحديات التي يمكن التغلب عليها باتباع ما ذكرناه.

ويجب أن نذكر هنا أن فترة الروضة هي من أهم المراحل التعليمية التي ترتكز على فكرة القصة التعليمية، ولعل مدارس براعم رواد الخليج العالمية فطنت إلى هذه الحقيقة ولذلك يوجد بها قاعات مجهزة، ومسرح، ومدرسين مؤهلين لهذه المهمة التي تدعم الطفل في رحلته نحو المستقبل.