كيف تهيّئ طفلك نفسياً للعودة بعد الإجازة الصيفية؟

منذ 17 ساعة
كيف تهيّئ طفلك نفسياً للعودة بعد الإجازة الصيفية؟

مع نهاية الإجازة الصيفية، تبدأ الأمهات والآباء في الاستعداد للعودة إلى الروتين الدراسي. وبينما ينشغل الكبار بشراء المستلزمات المدرسية وتنظيم المواعيد، يواجه الأطفال مشاعر مختلطة من القلق، والحنين لأيام الراحة، وحتى الخوف من العودة إلى بيئة المدرسة.
تهدف هذه المقالة إلى مساعدتك على تهيئة طفلك نفسيًا للعودة إلى المدرسة بعد الإجازة الطويلة، بخطوات عملية تراعي الجانب العاطفي والسلوكي في آنٍ واحد.


 فهم مشاعر الطفل بعد الإجازة

يحتاج الطفل إلى من يفهم أن العودة إلى المدرسة ليست فقط تغييرًا في الروتين، بل هي انتقال نفسي واجتماعي كبير. فبعد أسابيع من اللعب والحرية، يشعر البعض بثِقل المسؤوليات الدراسية، أو القلق من المعلمين أو الزملاء.
من المهم أن تتقبّلي هذه المشاعر دون تهوينها. تحدثي معه بصراحة واسأليه عما يقلقه. أظهري التعاطف وطمئنيه بأن هذه المشاعر طبيعية، وأنك ستساعدينه على تجاوزها خطوة بخطوة.


العودة التدريجية إلى الروتين

أحد أهم أسرار نجاح العودة المدرسية هو التحضير المبكر.
ابدئي بإعادة تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ قبل أسبوعين من بداية المدرسة. خصصي وقتًا ثابتًا لتناول الوجبات والنوم المبكر.
يمكنك مثلًا أن تقولي لطفلك: “هيا نبدأ العودة إلى النوم في وقت المدرسة حتى لا نتعب في أول يوم.”
هذه الخطوة تزرع في الطفل الشعور بالتحكم، وتخفف صدمة التغيير المفاجئ.


التحدث عن الإيجابيات

ذكّري طفلك بالأشياء الممتعة التي تنتظره في المدرسة — الأصدقاء، اللعب، الأنشطة، الرحلات، وحتى التحديات الجديدة.
يمكنك تحفيزه بأن تذكّريه بنجاحاته السابقة أو معلمته التي يحبها.
كلما ارتبطت المدرسة في ذهنه بصورة إيجابية، زاد حماسه للعودة.


مشاركة الطفل في التحضير

اسمحي لطفلك بالمشاركة في شراء الأدوات المدرسية أو اختيار الحقيبة والدفاتر.
هذه المشاركة تجعل الطفل يشعر بالانتماء والجاهزية.
تذكّري أن الأطفال يحبون الشعور بالتحكم، حتى في التفاصيل الصغيرة.


 تخصيص وقت للحديث عن اليوم الدراسي

خلال الأيام الأولى من الدراسة، خصّصي وقتًا يوميًا للحديث مع طفلك عن تجاربه.
اسأليه عن أصدقائه، عن أكثر ما أعجبه، أو ما أزعجه.
تجنّبي الضغط أو المحاسبة المبالغ فيها.
الحوار اليومي يبني الثقة ويخفف من القلق، ويجعلك قادرة على ملاحظة أي مشكلة في بدايتها.


 الاهتمام بالجانب العاطفي

التحفيز العاطفي له أثر كبير في التهيئة النفسية.
احتضني طفلك قبل ذهابه إلى المدرسة، اكتبي له ملاحظة صغيرة في حقيبته، أو أرسلي له رسالة مشجعة.
  هذه التفاصيل البسيطة تشعر الطفل بالأمان، خصوصًا في الأيام الأولى.
يمكنك القراءه عن الذكاء العاطفي في المدارس 


العودة للأنشطة المنظمة

يمكنك تسجيل طفلك في نشاط محبّب قبل بدء العام الدراسي بأيام قليلة — مثل نادٍ صيفي قصير أو ورشة فنية.
هذه الأنشطة تساعده على الاندماج التدريجي في الروتين الجماعي.
كما يمكنك الاطلاع على أفضل المدارس الأهلية في مكة لاختيار بيئة تعليمية داعمة ومريحة له نفسيًا.


 التعاون مع المدرسة والمعلمين

تواصلك مع المدرسة أمر أساسي.
تعرّفي على المعلمين والإدارة وتحدثي معهم عن شخصية طفلك واحتياجاته.
المدرسة هي شريك في التربية، ومشاركة الملاحظات تساعد المعلمين على دعم طفلك بشكل أفضل.


التعامل مع مقاومة الطفل

قد يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة في الأيام الأولى. لا تقلقي، فهذه مرحلة مؤقتة.
تجنّبي التهديد أو المقارنة بالأطفال الآخرين. استخدمي التشجيع والاحتضان بدلًا من اللوم.
يمكنك أن تقولي: “أعلم أنك تشعر بالقلق، وأنا فخورة بك لأنك تحاول.”
هذه الكلمات تعزز ثقته بنفسه وتجعله يتعامل مع الخوف بشجاعة.


 مكافأة الجهد لا النتيجة

عندما تلاحظين تحسنًا في سلوك طفلك، كونه استيقظ مبكرًا أو ذهب للمدرسة بابتسامة — امدحيه.
المكافأة البسيطة أو كلمات التشجيع تترك أثرًا عميقًا في نفسه.
وتذكّري أن الهدف ليس الكمال، بل الاستقرار النفسي والتدريجي.


 نموذج الوالدين

الأطفال يقلدون مشاعر الأهل.
إذا أظهرتِ أنتِ قلقًا أو انزعاجًا من بداية الدراسة، سينعكس ذلك عليه فورًا.
لذلك كوني هادئة ومتفائلة، واظهري اهتمامك بالمدرسة كفرصة للتعلم والنمو.


 أهمية البيئة المدرسية الداعمة

المدرسة التي تراعي الجانب النفسي للطلاب تصنع فرقًا حقيقيًا.
اختيار بيئة تعليمية تراعي التوازن بين التعلم والراحة النفسية يسهّل كثيرًا عملية العودة.
يمكنك البحث في المدارس الاهلية لمعرفة المؤسسات التي تهتم بجوانب النمو الشامل للطفل.


الخاتمة

تهيئة الطفل نفسيًا للعودة إلى المدرسة لا تحتاج إلى جهد خارق، بل إلى قلبٍ حاضر وصبرٍ متفهم.
مع كل خطوة صغيرة — من الحديث، إلى الروتين، إلى المشاركة — تساعدين طفلك على بناء علاقة إيجابية مع المدرسة ومع نفسه.
فلتكن بداية هذا العام مختلفة، مليئة بالحب والتوازن، ولنتذكّر دائمًا أن التعليم رحلة تبدأ من الداخل قبل أن تبدأ في الصف.

 

الأسئلة الشائعة 

  1. ما هو أنسب وقت لتهيئة الطفل قبل بدء المدرسة؟
    يُفضل البدء قبل أسبوعين من بداية العام الدراسي لتعديل النوم والعادات اليومية تدريجيًا.

  2. طفلي يرفض الذهاب للمدرسة، ماذا أفعل؟
    تحدثي معه بهدوء، استمعي لمخاوفه، ولا تجبريه بالقوة. استخدمي التشجيع والمكافآت الصغيرة.

  3. هل من الطبيعي أن يبكي الطفل في الأيام الأولى؟
    نعم، هذا طبيعي جدًا. يحتاج الطفل إلى فترة تأقلم تختلف من طفل لآخر.

  4. كيف أساعد طفلي على النوم مبكرًا بعد الإجازة؟
    أغلقي الشاشات قبل النوم بساعة، وضعي روتينًا ثابتًا كقراءة قصة قصيرة أو دعاء المساء.

  5. ما دور الأب في التهيئة النفسية؟
    دور الأب مكمل ومهم جدًا — بالدعم اللفظي والمشاركة في الأنشطة المدرسية الأولى.

  6. كيف أتعامل مع قلق الطفل من المعلمة الجديدة؟
    تحدثي معه عن مميزات المعلمين وشجعيه على التعرف عليهم تدريجيًا.

  7. هل الروضة تحتاج أيضًا إلى تهيئة نفسية؟
    بالتأكيد، بل أكثر من المراحل الأخرى لأن الطفل يدخل بيئة جديدة كليًا.

  8. هل من الأفضل زيارة المدرسة قبل بدء الدراسة؟
    نعم، زيارة المدرسة والتعرف على الفصول والمعلمين يخفف من القلق ويزيد التآلف.

  9. كيف أميز بين القلق الطبيعي والقلق الزائد؟
    القلق الطبيعي يزول بعد أيام، أما الزائد فيؤثر على نوم الطفل وشهيته ويتطلب استشارة مختص.

  10. ما العوامل التي تساعد على استقرار الطفل في المدرسة؟
    الدعم الأسري، التواصل مع المدرسة، الروتين المنتظم، والبيئة الإيجابية جميعها تصنع فارقًا كبيرًا.