أصبح موسم التطوّع الصيفي جزءًا مهمًا من حياة آلاف الطلاب في المملكة العربية السعودية، وليس مجرد نشاط ترفيهي يقضون فيه وقت الفراغ. فمع التغييرات الكبيرة التي يشهدها قطاع التعليم في السعودية، ومع دعم رؤية 2030 لثقافة التطوّع ورفع عدد المتطوعين إلى مليون متطوّع، بدأ الطلاب ينظرون إلى فصل الصيف كفرصة ذهبية لتطوير ذواتهم، وتعلم مهارات جديدة، واكتساب خبرات عملية قد لا تتكرر داخل المدارس أو حتى الجامعات.
العمل التطوعي لم يعد مجرد “خدمة للمجتمع”، بل أصبح تجربة تعليمية متكاملة، تتداخل فيها القيم، وتنمو فيها الشخصية، وتظهر فيها مواهب جديدة. وخلال السنوات الأخيرة، أظهرت التجارب أن الطلاب الذين يشاركون في برامج التطوع الصيفي يصبحون أكثر ثقة بالنفس، وأكثر قدرة على اتخاذ القرار، وأعلى مهارة في التعامل مع الآخرين.
في هذا المقال، سنأخذك في رحلة عميقة حول تأثير موسم التطوع الصيفي على الطلاب، وكيف يشكل هذا الموسم نقطة تحول حقيقية في حياة الكثير من الشباب. سنناقش الفوائد، المهارات المكتسبة، التجارب الواقعية، وأيضًا كيف يمكن للأهالي والمدارس دعم أبنائهم خلال هذه المرحلة المهمة.
يختلف الصيف عند الطلاب من طالب لآخر:
هناك من يراه إجازة للراحة، وهناك من يستثمره في الدورات والأنشطة، وهناك فئة أخرى — تتزايد عامًا بعد عام — تنضم إلى برامج التطوّع الصيفي.
لكن السؤال الأهم: ما الذي يجعل موسم التطوّع الصيفي مهمًا لهذه الدرجة؟
مهارات مثل:
التعامل مع الناس
اتخاذ القرار
حل المشكلات
التكيف مع بيئات جديدة
إدارة الوقت
هذه المهارات لا تُكتسب من الكتب، بل من التجربة المباشرة.
والعمل التطوعي يوفر هذه البيئة الواقعية بطريقة آمنة وممتعة.
و قد تحدثنا عن العمل التطوعي من قبل
الطالب الذي يقود مبادرة بسيطة — مثل تنظيم حملة تنظيف أو المشاركة في توزيع وجبات — يشعر بأنه مؤثر، وأن لديه قيمة في المجتمع.
وهذا الشعور وحده كفيل بتغيير نظرته لنفسه.
يتعرّف الطالب خلال التطوع على:
طلاب من مدارس مختلفة
مشرفين
قادة فرق
متطوعين أكبر سنًا
هذه العلاقات قد تكون بداية لشبكة اجتماعية قوية تفيده في المستقبل الدراسي والمهني.
الكثير من الجامعات — داخل السعودية وخارجها — أصبحت تنظر إلى النشاط التطوعي كمعيار مهم للقبول.
فالجامعات تريد طلابًا فاعلين، قياديين، مؤثرين في مجتمعهم، وليس فقط أصحاب درجات عالية.
العمل التطوعي ليس مجرد “جهد” يُبذل، بل هو عملية تطور داخلي يعيشها الطالب يومًا بعد يوم.
من خلال:
قيادة فريق صغير
تنظيم المهام
اتخاذ قرارات سريعة
التعامل مع مواقف مفاجئة
بعض الطلاب يكتشفون خلال التطوع أنهم يمتلكون شخصية قيادية لم يلاحظوها من قبل.
عندما يساعد الطالب الآخرين، أو يشارك في مبادرات للمجتمع، فإنه يشعر بدوره الحقيقي كمواطن، ويكتسب قيمة “الانتماء”.
الدراسات تشير إلى أن التطوع:
يقلل القلق
يحسن المزاج
يعزز الرضا عن الذات
يزيد الشعور بالسعادة
وهذا لأن الإنسان بطبيعته يشعر بالارتياح عندما يقدّم شيئًا للآخرين.
قد يشارك الطالب في فريق إعلامي ويكتشف شغفه بالتصوير.
أو ينضم لمبادرة صحية ويكتشف ميوله للطب.
أو يجد نفسه مبدعًا في التخطيط والتنظيم.
التطوع ليس نشاطًا… إنه مرآة.
هناك عدد كبير من البرامج التطوعية التي يمكن للطالب المشاركة فيها، ومنها:
مثل:
حملات توعية صحية
تنظيم مواعيد
توزيع منشورات توعوية
مثل:
حملات تنظيف
التشجير
تدوير النفايات
مثل:
رعاية كبار السن
العمل مع الجمعيات الخيرية
مساعدة الأسر المحتاجة
مثل:
دروس تقوية للأطفال
برامج محو الأمية
مثل:
التصوير
إعداد تقارير
التغطيات الصحفية
هذه الأنشطة تمنح الطلاب تجارب عملية تشكل أساسًا مهمًا لمهارات المستقبل.
على الأهل أن يدركوا أن التطوع ليس “إضاعة وقت” بل هو مدرسة حقيقية لبناء الشخصية.
يمكنهم دعم أبنائهم عبر:
الأهل الذين يدعمون التطوع… يصنعون قادة حقيقيين.
الكثير من المدارس السعودية بدأت تعتمد التطوع كجزء من برامجها اللاصفية.
ولمعرفة أفضل المدارس التي تهتم بتطوير الطلاب، يمكن زيارة:
دليل مدارس السعودية
الاختيار الصحيح يعتمد على:
اهتماماته
شخصيته
هدفه من التطوع
الوقت المتاح
نوعية الخبرة التي يريد اكتسابها
التطوع يفتح أبوابًا لا تُفتح بسهولة.
يساعد على بناء الشخصية وتنمية المهارات.
إيجابيًا، لأنه يطور مهارات تنظيم الوقت.
القيادة، المسؤولية، العمل الجماعي.
نعم، يعزز ملف الطالب بشكل كبير.
الصحي، البيئي، الاجتماعي، الإعلامي.
لا، بل هو فرصة لاكتساب الخبرة.
الدعم، المتابعة، التشجيع.
يبني علاقات ويكتسب خبرات واقعية.
حسب رؤية المدرسة واهتمامات الطلاب.
نعم، وهو جزء أساسي في تنمية المجتمع.