في السنوات الأخيرة، أصبح واضحًا أن أبناءنا يحتاجون إلى أكثر من المعرفة الأكاديمية ليحققوا النجاح. فالطالب اليوم يعيش في عالم سريع التغير، مليء بالخيارات، ويحتاج إلى مهارات تساعده على فهم نفسه وإدارة تعلمه واتخاذ القرارات المناسبة لمستقبله.
ومن بين أهم هذه المهارات تأتي مهارة القياس الذاتي للطلاب—أحد أقوى الأدوات التربوية التي أصبحت تعتمدها المدارس الحديثة في السعودية، وخصوصًا مدارس الرياض.
فالقياس الذاتي ليس مجرد ورقة يملؤها الطالب أو عملية بسيطة لكتابة نقاط القوة والضعف. إنما هو أسلوب تعلّم يرفع وعي الطالب بذاته، ويعزز قدرته على فهم أدائه، ويجعله مشاركًا نشطًا في تطوير مهاراته، بدلًا من أن يكون متلقيًا فقط.
القياس الذاتي هو عملية يقوم فيها الطالب بتقييم أدائه وسلوكه وتقدمه الدراسي وفق معايير واضحة ومناسبة لمرحلته العمرية.
ورغم أن المفهوم بسيط، إلا أنه يشمل مجموعة واسعة من الجوانب:
تقييم إنجازاته الأكاديمية
تحليل سلوكه داخل المدرسة
وعيه بمشاعره تجاه التعلم
تحديد نقاط القوة
تحديد نقاط بحاجة إلى تطوير
وضع أهداف لتحسين الأداء
متابعة مدى التقدم
بمعنى آخر…
القياس الذاتي يجعل الطالب “قائدًا” لعملية تعلمه، وليس مجرد متلقٍ للمعلومات.
لأن هذا النوع من الأنشطة ينسجم تمامًا مع توجهات رؤية السعودية 2030، التي تركز على بناء إنسان واعٍ وقادر على تحمل المسؤولية.
وقد أثبتت الأبحاث التربوية أن الطلاب الذين يمارسون التقييم الذاتي يصبحون:
أكثر نضجًا
أكثر قدرة على حل المشكلات
أكثر تنظيمًا لوقتهم
أفضل في تحديد أهدافهم
أكثر استقرارًا من الناحية النفسية
أفضل أداءً في الاختبارات
ومع الانتشار المتزايد لهذا التوجه، بدأت مدارس الرياض فعليًا في تبني أنشطة قياس ذاتي أسبوعية أو شهرية، نظرًا لأثرها الكبير على تعلم الطالب.
ويمكن لولي الأمر الاطلاع على مدارس معروفة باهتمامها بتنمية مهارات الطلاب عبر:
https://saudischoolsguide.com/schools
لكي نفهم أثر هذا النشاط، من المهم أن نعرف ماذا يحدث عندما يبدأ الطالب بتقييم نفسه بانتظام.
عندما يتأمل الطالب في يومه الدراسي، يبدأ في فهم الكثير من جوانب شخصيته:
هل كان منظمًا؟
هل شارك في الصف؟
ما المهارات التي برع فيها؟
وماذا كان يمكنه تحسينه؟
هذا النوع من التفكير يُعد حجر الأساس لتكوين شخصية قوية ومتزنة.
الطالب الذي يتعرف على نقاط ضعفه بوضوح، ويضع خطة لتحسينها، سيحقق نتائج أفضل من الطالب الذي يعتمد فقط على ملاحظات المعلم.
القياس الذاتي يجعل الطالب:
يتابع أخطاءه
يخطط للتعلم
يلتزم بالأهداف
يرفع مستواه تدريجيًا
التقييم الذاتي ليس نشاطًا تلقائيًا، بل يتضمن الكثير من التفكير والتحليل والبحث عن أسباب النجاح أو الضعف.
ومع الوقت، يصبح الطالب قادرًا على اتخاذ قرارات واعية مبنية على تفكير منطقي.
ويمكنك زيارة
يمكنك قراءة دليلنا المفصل هنا للتعمق أكثر في طرق تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب
عندما يدرك الطالب تقدمه بنفسه، يشعر بالإنجاز، ويصبح قادرًا على مواجهة التحديات بثقة أكبر.
يتعلم الطلاب أن النجاح يعتمد عليهم—not على الظروف ولا على الآخرين.
وهذا يعزز لديهم روح المسؤولية التي يحتاجها كل شاب في حياته العملية بالمستقبل.
تستخدم المدارس عدة طرق تعتمد على المرحلة العمرية للطلاب، ومنها:
تُعطى للطلاب أسبوعيًا أو بعد كل درس، وتتضمن أسئلة بسيطة مثل:
هل أنجزت مهامي؟
هل كنت مشاركًا؟
هل احترمت القواعد الصفية؟
ماذا أريد أن أطور؟
تقوم المدرسة بمتابعة عمل الطالب خلال الفصل الدراسي ليكون قادرًا على رؤية تطوره.
بعض المدارس توفر برامج خاصة للمهارات الشخصية، تساعد الطلاب على التفكير النقدي والتحليل الذاتي.
تعمل المرشدة الطلابية على مساعدة الطلاب في تحليل مشاعرهم وسلوكهم داخل المدرسة.
بعض المدارس تتعاون مع الأهالي عبر تقارير تقييم ذاتي شهرية لمتابعة مستوى الطالب.
ولي الأمر الذكي لا يبحث فقط عن مدرسة تقدم منهجًا جيدًا…
بل يبحث عن مدرسة:
تهتم بتنمية شخصية الطفل
تعمل على تطوير مهاراته
تساعده على الوعي بنفسه
تقدم دعمًا نفسيًا وسلوكيًا
تتواصل مع الأسرة
تراقب تطور الطالب وليس علاماته فقط
والمدرسة التي تقدم برامج واضحة للقياس الذاتي عادةً ما تكون أكثر جدية في بناء شخصية الطالب.
إدارة الوقت
السيطرة على المشاعر
مهارات العرض والتواصل
احترام الذات
القدرة على التخطيط
المرونة
تحمل المسؤولية
مهارة مراقبة التقدم
هذه مهارات يحتاجها سوق العمل اليوم في السعودية بكثرة، وهي تبدأ دائمًا من المدرسة.
تقديم تدريب مبسط للطلاب على كيفية التقييم الذاتي
عدم التركيز على النقاط السلبية فقط
تخصيص وقت ثابت للنشاط
تعاون المعلم والمرشدة الطلابية
مشاركة ولي الأمر بالنتائج
عدم مقارنة الطلاب ببعضهم
قياس التطور وليس الكمال
نشاط القياس الذاتي ليس نشاطًا إضافيًا…
إنه أسلوب حياة وتعليم يساعد الطالب على فهم ذاته، وتطوير مهاراته، والوصول إلى أفضل نسخة من نفسه.
ومع الاهتمام المتزايد في المدارس السعودية بهذا النشاط، أصبح من المهم أن يختار ولي الأمر مدرسة تعتمد برامج واضحة للتقييم الذاتي.
هو نشاط يساعد الطالب على تقييم أدائه الدراسي والسلوكي، وتحديد نقاط القوة والضعف بهدف تطوير مهاراته وتحسين مستواه.
نعم، لكن يتم تبسيطه للطلاب الأصغر عمرًا، وتطويره للطلاب الأكبر بطرق أكثر عمقًا وتحليلًا.
يساعده على معرفة نقاط ضعفه بدقة، مما يجعله يعمل عليها بتركيز أكبر ويحقق نتائج دراسية أعلى.
يفضل أن يحصل المعلم على تدريب بسيط لضمان فهم الطلاب لطريقة التقييم بشكل صحيح.
التقييم التقليدي يقيس أداء الطالب فقط، بينما القياس الذاتي يجعل الطالب مشاركًا في فهم نقاط تطوره.
نعم، لأن الطالب يرى تقدمه بوضوح، وهذا يعزز شعوره بالإنجاز والثقة بالنفس.
هو ليس علاجًا، لكنه يساعد على تحسين التوازن النفسي من خلال الوعي بالمشاعر والسلوك.
عبر مراجعة تقارير التقييم الذاتي، وتشجيع الطفل على تحديد أهداف واقعية ودعمه في تنفيذها.
نعم، أصبحت العديد من المدارس تطبقه بسبب أثره الكبير على تطوير مهارات الطلاب.
بالتأكيد، لأنه يعزز المسؤولية، وإدارة الوقت، والوعي الذاتي—وهي مهارات مطلوبة في جميع الوظائف.