التواصل مع الأبناء
التحدي الذي يزيد يومًا بعد يوم، ويأخذ في كل فترة منحنى مختلف، وتزيد صعوبته مع التطور التكنولوجي والتقني، وزيادة إيقاع الحياة ووسائل التواصل الاجتماعي وتطلعات الأبناء، وزيادة معدلات ذكائهم الفطري وتجاوبهم مع المتغيرات وفهمهم السريع لها.
تحدي التواصل مع الأبناء
نناقش الأمر في هذا الموضوع، ونحاول معكم التطرق إلى أهميته، وكيفية إيجاد الطرق والأساليب التي تضمن لنا القيام بواجبنا تجاه أبنائنا.
أهمية التواصل بين الآباء والأبناء
الأسرة هي الأساس الذي يبنى عليه ومنه اللبنة الأولى لشخصية الأبناء، وهي البيئة الأمثل لتلقينهم القواعد والمبادئ التي سوف يسيرون عليها طيلة حياتهم، بل ويعلموها لأبنائهم.
الشعور بالأمان والألفة والطمأنينة داخل الأسرة يفتح أبوابًا للنجاح الذي يبدأ من التواصل الفعّال ما بين الوالدين والأبناء، وذلك لتحقيق احتياجاتهم المعنوية والنفسية والاجتماعية قبل المادية!
لماذا يجد الآباء صعوبة في التواصل مع الأبناء؟
يعود ذلك بالدرجة الأولى إلى الفروق الزمنية، والفجوة يبن الأجيال التي تزيد باستمرار، كما أنه من الأسباب الأخرى الهامة، هو التوقعات المسبقة لدى الوالدين بأنهم يفهمون أبناءهم بشكل كاف وواع، وهذا غالبًا ما يؤدي إلى ممارسات خاطئة نتناولها في الفقرة القادمة.
بعض الممارسات الخاطئة من الوالدين
- - اللوم المستمر مما ينفر الأبناء من التعامل مع الوالدين لشعورهم بعدم الثقة في النفس.
- - اعتقاد بعض الوالدين أنهم على صواب في كل الأحوال والظروف وهو ظن خطأ لأن الأبناء أحيانًا ما يرون العالم الخارجي بشكل أوضح وصورة أدق.
- - التفكير في الأمور من زاوية الوالدين ورغبتهم وما يريدون، بدون النظر إلى ما يرغب فيه الأبناء.
- - وضع بعض الوالدين أنفسهم في مقارنة مع الأبناء "عندما كنت في عمرك، كنت أفعل كذا وكذا"...وهو فكر غير سليم حيث أن هناك فروق شخصية بين الوالدين والأبناء، كما أن ظروف العصر تغيرت بشكل جذري.
- - وضع الأبناء في مقارنة مع غيرهم، سواء أخواتهم، أو أفراد الأسرة، أو الأصدقاء والزملاء!
- - استخدام العنف الجسدي بأي شكل من الأشكال، مما يعمق الفجوة بشكل كبير.
- - إغداق الأبناء بالمال وتوفير كل متطلباتهم، مما يجعلهم يظنون ان هذا هو التواصل وأنه كل ما يحتاجه الأبناء هو "المادة" فقط!
- - الحزم الشديد في التربية ووضع أسس صارمة تجعل المنزل ثكنة عسكرية، وتنزع منه الأمان والود والنقاش وتقبل الآخر.
نصائح لتحسين التواصل مع الابناء
- الإنصات والتفهم وخلق مساحة حوار مشتركة.
- عدم التنمر أو الانتقاد المستمر.
- اتفاق الأب والأم على منهج واحد في التعامل مع الأبناء على أن يتبعوه بنفس الطريقة، حتى يظهرا بشكل متماسك وموحد وبالتالي يصبح التواصل أسهل، لأن المنهج المتبع واحد!
- التدليل اللفظي والتشجيع المستمر، والحديث مع الأبناء فيما يحبونه من اهتمامات، وكذلك مناداتهم بأحب الأسماء إليهم.
- الحب غير المشروط، في كل الأحوال والمواقف.
- التقبل والاحترام المتبادل، واستخدام كلمات الشكر والتبجيل.
- أهمية أن يتوافر الوالدين في أي وقت، بحيث يصبحان متاحان للأبناء وقتما يحتاجونهم، من الضروري أن يشعر الأبناء بالقرب من أهلهم، وبذلك لا يأخذ العمل والحياة العامة وقتهم كلهم له!
- عدم إفشاء أسراره لوالده إن كان سره معك والعكس ولا لإخوته مهما حدث، وإن كان الأمر كبير ويجب أن يعلم به الأب فعليك استئذانه وإفهامه أن هذا هو الحل الوحيد والحرص على أن يكون رد فعل الأب مناسبًا حتى لا تفقدي ثقته بك
- الحرص على قضاء وقت خاص منفرد مع الأبناء، مثل الأب وابنه، والأم وابنتها، والعكس. قد يشمل هذا أيضًا، اصطحاب الأم للابنة لشراء الملابس وقضاء الوقت مع الصديقات، بينما يرافق الأب ابنه في مباراة كرة قدم، أو حديث مع الأصدقاء.
- عدم تقليل حجم المشكلة التي يحكيها الأبناء، مهما كانت تبدو كذلك، بل التعامل معها بجدية، ومشاركتهم التفكير في الحلول.
- احتضانهم جسديًا، وتقبيلهم، ولمسهم بدفء، وحب.
- يجب أن يضع الوالدين قواعد للتعامل مع الغضب والثورة، لأنه من المفهوم أن يغضبوا أو يفقدون أعصابهم في بعض الأحيان، ولكن من المهم السيطرة على الوضع بحيث لا يخرج عن المألوف.
- في حالة استحالة التواصل والوصول إلى طريق مسدود مع الأبناء، يمكن مساعدتهم للتحدث مع شخص آخر، أو أخذ إذنهم في أن يتحدثوا إلى طبيب متخصص.
أشكال أخرى التواصل مع الأبناء
- - مشاركتهم اللعب، كرة القدم وألعاب الفيديو مثلًا.
- - القراءة لهم أو معهم.
- - مشاركتهم بعض الطقوس الروحية، مثل الصلاة والدعاء وقراءة القرآن.
- - مشاركة الأعمال المنزلية أو تنظيف السيارة أو ترتيب المكتبة.
- - مشاركة الوالدين لمشاكلهم الشخصية مع الأبناء وأخذ رأيهم فيها، وهو أمر من شأنه أن يعلو بمستوى التواصل بين الأسرة، ويزيد من فاعلية وثقة الأبناء في أنفسهم وأهمية وجودهم في حياة ذويهم.
- - حضور الحفلات، أو المسرحيات، أو الأفلام، أو العروض الخاصة.
- - الاجتماع على طاولة الطعام.
- - مشاهدة جماعية لفيلم في المنزل بحضور كل أفراد الأسرة.
- - تربية طفل أليف في المنزل.
مهارات يتعلمها الاباء لتعزيز التواصل مع الابناء
قد يحتاج بعض الآباء إلى تغييرات في السلوك أو تعديل وجهات نظرهم لكي يستطيعوا التواصل مع أبناءهم بشكل أفضل، ومن ضمن هذه الإجراءات والمهارات.
- - استشارة خبير في علم نفس الأطفال للمزيد من المعلومات الطبية الموثقة في التعامل معهم.
- - زيارة الوالدين، أو أحدهما للطبيب النفسي، إذا لزم الأمر وثبت وجود مشكلة ما عميقة، تؤثر بشكل سلبي وجسيم على العلاقة بالأبناء.
- - التواصل مع أهل الأصدقاء والتشاور معهم وفهم عقليتهم لكي يطوروا من تعاملهم مع أبناءهم.
- - الربط والتواصل والزيارات المستمرة للمدرسة، ومتابعة تقارير الأبناء مع المدرسين.
- - القراءة في مجال تربية الأطفال وتطبيق المادة المكتوبة بشكل واقعي وعملي.
- - الاستفادة من التجارب الناجحة للوالدين الأكبر سنًا وخبرة، سواء بين العائلة أو الأصدقاء.
اجعل من التواصل متعة
تلك هي كلمة السر، أن تستمتع بوقتك أثناء عملية التواصل بحيث تبدو تلقائية ومن القلب، سوف يشعر الأبناء بذلك فورًا ويتم تقريب المسافات. التواصل مع هذا الجيل هو تحدي بالفعل، ولكن مفاتيح الحل موجودة.