التقويم الذاتي للمعلم

منذ سنتين
التقويم الذاتي للمعلم

يترك المًعلم بعمله وشخصيته وتفرده أكبر الأثر في طلابه، هو ليس فقط مصدر للمعلومة الأكاديمية، ولكنه القدوة والمثل الطيب، وكل خطوة يخطوها أو حركة بسيطة يقوم بها تظل في ذاكرة الأجيال التي يدرس لها، ولذلك فإن أهميته من أهمية وجود العملية التربوية وليس فقط التعليمية.

رؤية المعلم لذاته هامة وضرورية لكي يقوّم شخصيته وأدائه للوصول إلى أفضل مستوى يمكن أن يكون عليه، من أجل أن يصبح جديرًا بحجم مسؤولية تربية النشء.

التقويم الذاتي للمعلم

فكرة التقويم الذاتي في الأساس تعتمد على تقييم الفرد لأدائه بنفسه من أجل التطوير، وربما يكون المعلم هو أحوج من يكون لها نظرًا لحساسية مكانته وتأثيره الممتد على الأجيال القادمة من طلابه.

وتكمن أهمية هذه الفكرة في أن يقوم المعلم بوضع نفسه تحت التقييم بنفسه قبل أن يقومه الآخرين، وهي في حد ذاتها فكرة نبيلة تتيح له تعميق تجربته الشخصية ورؤيته لنفسه.

من فوائد التقويم الذاتي للمعلم

  • تساعد المعلم في تطوير نفسه بنفسه ليصبح بأفضل صورة قبل أن يتم تقييمه من قبل المشرفين عليه والإدارة.
  • مواكبة أهم المستجدات في مجال التعليم وتطبيقها على نفسه.
  • استكشاف ذاتي شخصي بصرف النظر عن الجانب العملي حيث يتعرف المعلم على شخصيته بعيوبها ومميزاتها.
  • تدريب عملي على المصداقية، والشفافية مع الذات، والذي يمتد بعد ذلك لكي يشمل تقييم الآخرين.
  • مجاراة طرق التطوير الذاتي الحديثة في العالم والشركات والمؤسسات الكبرى، والتي تعتمد على النقد الذاتي قبل تقييمات الغير.
  • قدوة ومثل أعلى للطلاب لكي يحذو حذوه.
  • رسالة إيجابية للطلاب بأن المعلم يجتهد لإرضائهم من خلال تطوير شخصيته.

أساليب التقويم الذاتي

  1. كتابة يوميات أو تقرير مفصل يشرح فيه نقاط الضعف والقوة في عمله.
  2. إعداد بطاقة تقويم ذاتي يمكن مطالعة نموذج من هنا أو هنا.
  3. استفتاء مطبوع/إلكتروني يتم توزيعه على الطلاب لأخذ رأيهم في أدائه.
  4. استفتاء مطبوع/إلكتروني يوزع على المعلمين الزملاء لأخذ رأييهم وملاحظاتهم على الأداء.
  5. وضع خطة مجدولة ومقارنة بأداء المدرسين الناجحين.
  6. دعوة إحد المدرسين/المدرسات لحضور الصف ومتابعتك وإفادتك بالنتائج لاحقًا.
  7. القيام باختبارات تقييم الذات (الاكاديمية- الشخصية) على مواقع التعليم العالمية.
  8. مشاهدة مقاطع فيديو مصورة للمحاضرة وكتابة ملاحظات شخصية على الأداء وكيفية تطويره، كما يمكن أخذ رأي أشخاص مقربين موثوق في وجهة نظرهم.

سمات التقويم الذاتي الناجح

  • أن يكون شموليًا، بحيث يتعرض لكل جوانب عمل المعلم.
  • أن يكون رقميًا بحيث يمكن ربطه بإحصائيات.
  • أن يعتمد على جهات مختصة ناجحة مثل جامعة بطرسبرج الشهيرة.

عناصر التقويم الذاتي للمعلم

يجب ان تتوافر عدة عناصر في التقويم الذاتي الذي يعتمده المعلم لنفسه، وبرغم تباين هذه المجالات إلا أنها ترتبط جميعها ببعضها ارتباطّا وثيقًا.

الثقة بالنفس:

ويمكن قياسها عن طريق اختبارات التقويم الذاتي المتوفر على شبكة الإنترنت، فقط احرص على انتقاء الجيد منها حتى ولو كانت غير مجانية.

القدرة على ضبط الصف:

ويمكن قياسها عن طريق استبيانات يملأها الطلبة أو الزملاء المتطوعين للحضور.

تحقيق الأهداف:

وتقاس عن طريق خطة مكتوبة في بداية العام الدراسي للأهداف التي يود المعلم أن يحققها، ووضع علامة امام ما تحقق منها وما يحتاج إلى تنفيذ.

مجالات أخرى هامة للتقييم

التخطيط والتحضير:

ويتم فيها تقييم قدرة المعلم على التحضير للمحاضرة ومدى مطابقتها للمنهج وعناصره الأساسية.

البيئة داخل الصف الدراسي:

ويقوم فيها المعلم بمحاولة قياس الجو العام داخل الصف الدراسي، ومدى قدرته على استيعاب جميع الثقافات والأعراق داخل الفصل وتحقيق فكرة الدمج بنجاح.

التدريس والتعليم:

ويتم فيها قياس درجات التفاعل بين الطلاب والمعلم، وكذلك تفاعلهم مع بعضهم البعض، وأيضًا النسق الذي يتقدمون به في مسارهم الأكاديمي.

المسؤولية المهنية:

وفيها يقوم المعلم باختبار نسق أخلاقياته، وقدرته على الحيادية والتواصل مع ولي الأمر، مع تأمل المعلم لممارساته الذاتية، التي تشمل ألفاظه، وطريقة حديثه، وأخلاقياته، وسلوكياته الاجتماعية.

سلبيات عدم تطبيق التقويم الذاتي للمعلم

عدم تطبيق فكرة التعليم الذاتي تحرم المعلم من تجربة إنسانية فريدة، وتجعله عرضة لتقديرات الآخرين التي قد تكون منصفة وقد تكون غير ذلك.

كما أنها تنمي شعور خاطئ لدى المعلم أنه جيد في كل الأحوال أو أنه فوق المحاسبة، وهو أمر غير حقيقي.

خاتمة

إن اتباع سياسة التقويم الذاتي للمعلم هي من أهم العناصر التي تضمن نجاحه المهني والشخصي، وتعطيه الدفعة والحماس والحافز لكي يكمل مسيرته في تربية النشء بنجاح وهمة ووعي.