الاختبار التحصيلي واختبار القدرات العامة

منذ سنة
الاختبار التحصيلي واختبار القدرات العامة

تعتبر المرحلة الثانوية هي بوابة العبور إلى مرحلة التعليم العالي، التي تؤهل إلى خوض غمار الحياة العملية والوظيفة والنجاح.

اجتياز المرحلة الثانوية بنجاح لا يقتصر فقط على تحقيق أعلى الدرجات في الامتحان النهائي، وإنما يشتمل أيضًا على تطوير مهارات وقدرات الطلاب الشخصية والتي يصبح لها الدور الحاسم في اختيار التخصص في الجامعة أو الكلية التي يتم الدراسة فيها.

جزء هام أيضًا من هذه المرحلة التأهيلية، هي تقويم الطالب لنفسه وقدارته، والتي تمكنه من معرفة نقاط قوته، وبالتالي يسترشد بها لكي يبدأ مستقبله الأكاديمي في مرحلة التعليم العالي.

وهنا تأتي أهمية الاختبار التحصيلي، واختبار القدرات العامة وهو ما سوف نتناوله في هذا الموضوع.

ما هو اختبار القدرات العامة؟

اختبار القدرات العامة يستهدف في الأساس قياس القابلية على التعلم وذلك بغض النظر عن التفوق في مادة أو موضوع محدد، وينقسم إلى:

•    لغوي:

يهتم بقياس القدرات اللفظية والتعبير وفهم النص، من خلال الإجابة عن أسئلة تتعلق بمضمون هذه النصوص.

•    كمّي:

هو الجانب الرياضي الذي يقيّم القدرة على التحليل والاستدلال، ويعتمد على معلومات رياضية أساسية بسيطة.
 

وبشكل عام يصبح مهمة هذا الاختبار تحديد مستوى الطالب على المحاور الآتية:

  1. قياس فهم المادة المقروءة والربط بين عناصرها.
  2. قياس الربط بين العلاقات المنطقية.
  3. حَل المسائل الرياضية المبنية على مفاهيم حسابية أساسية.
  4. قياس العقلية الاستنتاجية.

أهمية اختبار القدرات العامة للطالب الجامعي

مجموعة كبيرة من الكليات والمعاهد تشترط أن يؤدي الطلب اختبار القدرات العامة قبل الالتحاق بها، ومن أمثلتها:

•    الكليات العسكرية.
•    الدبلومات في الداخل والخارج.
•    البعثات والمنح الدراسية للخارج.
 

الاستعداد لاختبار القدرات العامة

بالرغم من أن اختبار القدرات العامة يقيس مهارات شخصية واستيعابية وليست مقررات دراسية، إلا أن التحضير له ممكن عن طريق:

•    الإلمام التام بنظام الاختبار نفسه (الكمي واللفظي)، وأشكال الأسئلة، سوف تجد بعض المساعدة هنا
•    التواصل مع من قام بالاختبار من قبل والاستماع إلى النصائح والإرشادات.
•    هناك بعض المراكز التعليمية التي تقوم بتأهيل الطلاب للاختبار مثل منصة البراعة للتدريب.
•    بعض المقاطع المصورة على موقع اليوتيوب مثل هذا الدليل المصور.
 

ما هو الاختبار التحصيلي؟

هو مقياس موحد على مستوى الوطن يقيس مستوى الطالب في عدة مواد، ويكون موحدًا لكي يتأكد من نزاهة الاختبار وبالتالي النتائج. يتعامل الاختبار التحصيلي مع المواد الدراسية المختلفة سواء:

القسم العلمي:

•    الأحياء
•    الكيمياء
•    الفيزياء
•    الرياضيات

القسم الأدبي:

•    الحديث والثقافة الإسلامية
•    التوحيد
•    الفقه
•    النحو والصرف
•    البلاغة والنقد
•    الأدب
•    التاريخ
•    الجغرافيا
 

الفرق بين اختبار القدرات العامة واختبارات التحصيل الدراسي

بمجرد عرض أهداف اختبار القدرات العامة يمكننا الآن الفصل بينه وبين اختبارات التحصيل الدراسي، وعرض الفروق كالآتي:

•    يختص بقياس التطور العقلي ومعدلات نموه مقارنه بالمرحلة السنية.
•    لا يعتمد على معلومة بعينها أو منهج دراسي ما أيًا كان نوعه!
•    غير مرتببط بالمرة بالمقررات الدراسية.
•    عام لكل الطلاب في كل أنواع التعليم سواء أهلي، خاص، حكومي أو دولي.
•    لا يقيس قدرات الطالب بناءًا على مدة زمنية معينة (مثل العام الدراسي مثلًا)
•    يحدد بدقة شديدة كل المهارات التي يكتسبها الطالب خارج حدود المدرسة، مثل القراءة والفنون والمواهب.
•    يتضمن الاختبار بعض الأسئلة التجريبية التي لا تُحتسب درجاتها ضمن الدرجة النهائية.
 

ليس هناك علاقة بين اختبارات التحصيل الدراسي وبين امتحان شهادة الثانوية العامة النهائي، ولا يجب الربط بينهم، إلا في فكرة أن كلًا منهما يحتوي بالفعل على نفس أسماء المواد الدراسية تقريبًا.

كما أنه لا يعتمد نظام النجاح والرسوب كما هو الحال في امتحان الثانوية النهائي، ولذلك يمكن اعتباره اختبار قدرات وليس "امتحان"! حيث أن الأهم هو ترتيب الطالب بين أقرانه ممن خاضوا الاختبار مثله، وهكذا يظهر مؤشر المستوى مقارنة بالآخرين وليس طبقًا لدرجة نجاح معينة.

يختص جزء كبير من هذا الاختبار التحصيلي بربط العمليات المعرفية والعقلية للطالب بعضها ببعض، كما أن اختلاف نوعية الأسئلة يجعلها تستهدف الفهم والاستيعاب أكثر من الحفظ والتلقين، حتى وإن استفاد بعض الطلاب بما درسوه في العام الدراسي، ولكن يظل هناك هامش للقدرات الشخصية، لكل منهم أثناء خوض الاختبار والتعامل مع تقنية وضع الأسئلة، التي تشمل أجزاء من خارج المناهج تمامًا.

يتم التسجيل لدخول هذا الاختبار مرتين في العام، مرة قبل الامتحانات النهائية للثانوية العامة، ومرة أخرى بعدها.

تتشابه أهمية الاختبار التحصيلي مع اختبار القدرات العامة، في اعتماد معظم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي على نتائجه في القبول بها.

خاتمة

يتعامل اختبار القدرات مع الفروق الشخصية والتطور العقلي والذهني، واهتمامات الطلاب ومعارفهم، بينما يختص الاختبار التحصيلي، بقدرة ذهن الطلاب على التحصيل والاستذكار في موضوع ما أو مادة معينة.

يكمل كلًا منهما الآخر، ويعطيان معًا صورة دقيقة للطالب تعينه على فهم ذاته، كما تساعد الهيئات التعليمية في المرحلة الجامعية على فهم وقبول الطلاب وميولهم وقدراتهم من أجل وضعهم في المكان الصحيح.