تعتبر المرحلة الثانوية هي بوابة العبور إلى مرحلة التعليم العالي، التي تؤهل إلى خوض غمار الحياة العملية والوظيفة والنجاح.
اجتياز المرحلة الثانوية بنجاح لا يقتصر فقط على تحقيق أعلى الدرجات في الامتحان النهائي، وإنما يشتمل أيضًا على تطوير مهارات وقدرات الطلاب الشخصية والتي يصبح لها الدور الحاسم في اختيار التخصص في الجامعة أو الكلية التي يتم الدراسة فيها.
جزء هام أيضًا من هذه المرحلة التأهيلية، هي تقويم الطالب لنفسه وقدارته، والتي تمكنه من معرفة نقاط قوته، وبالتالي يسترشد بها لكي يبدأ مستقبله الأكاديمي في مرحلة التعليم العالي.
وهنا تأتي أهمية الاختبار التحصيلي، واختبار القدرات العامة وهو ما سوف نتناوله في هذا الموضوع.
اختبار القدرات العامة يستهدف في الأساس قياس القابلية على التعلم وذلك بغض النظر عن التفوق في مادة أو موضوع محدد، وينقسم إلى:
مجموعة كبيرة من الكليات والمعاهد تشترط أن يؤدي الطلب اختبار القدرات العامة قبل الالتحاق بها، ومن أمثلتها:
بالرغم من أن اختبار القدرات العامة يقيس مهارات شخصية واستيعابية وليست مقررات دراسية، إلا أن التحضير له ممكن عن طريق:
هو مقياس موحد على مستوى الوطن يقيس مستوى الطالب في عدة مواد، ويكون موحدًا لكي يتأكد من نزاهة الاختبار وبالتالي النتائج. يتعامل الاختبار التحصيلي مع المواد الدراسية المختلفة سواء:
بمجرد عرض أهداف اختبار القدرات العامة يمكننا الآن الفصل بينه وبين اختبارات التحصيل الدراسي، وعرض الفروق كالآتي:
ليس هناك علاقة بين اختبارات التحصيل الدراسي وبين امتحان شهادة الثانوية العامة النهائي، ولا يجب الربط بينهم، إلا في فكرة أن كلًا منهما يحتوي بالفعل على نفس أسماء المواد الدراسية تقريبًا.
كما أنه لا يعتمد نظام النجاح والرسوب كما هو الحال في امتحان الثانوية النهائي، ولذلك يمكن اعتباره اختبار قدرات وليس "امتحان"! حيث أن الأهم هو ترتيب الطالب بين أقرانه ممن خاضوا الاختبار مثله، وهكذا يظهر مؤشر المستوى مقارنة بالآخرين وليس طبقًا لدرجة نجاح معينة.
يختص جزء كبير من هذا الاختبار التحصيلي بربط العمليات المعرفية والعقلية للطالب بعضها ببعض، كما أن اختلاف نوعية الأسئلة يجعلها تستهدف الفهم والاستيعاب أكثر من الحفظ والتلقين، حتى وإن استفاد بعض الطلاب بما درسوه في العام الدراسي، ولكن يظل هناك هامش للقدرات الشخصية، لكل منهم أثناء خوض الاختبار والتعامل مع تقنية وضع الأسئلة، التي تشمل أجزاء من خارج المناهج تمامًا.
يتم التسجيل لدخول هذا الاختبار مرتين في العام، مرة قبل الامتحانات النهائية للثانوية العامة، ومرة أخرى بعدها.
تتشابه أهمية الاختبار التحصيلي مع اختبار القدرات العامة، في اعتماد معظم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي على نتائجه في القبول بها.
يتعامل اختبار القدرات مع الفروق الشخصية والتطور العقلي والذهني، واهتمامات الطلاب ومعارفهم، بينما يختص الاختبار التحصيلي، بقدرة ذهن الطلاب على التحصيل والاستذكار في موضوع ما أو مادة معينة.
يكمل كلًا منهما الآخر، ويعطيان معًا صورة دقيقة للطالب تعينه على فهم ذاته، كما تساعد الهيئات التعليمية في المرحلة الجامعية على فهم وقبول الطلاب وميولهم وقدراتهم من أجل وضعهم في المكان الصحيح.
اختبار القدرات العامة (قياس) يركز على قياس المهارات التحليلية والاستدلالية للطالب، وهي قدرات تُبنى عبر السنين ولا تعتمد على منهج محدد. أما الاختبار التحصيلي، فيقيس مدى استيعاب الطالب للمفاهيم العلمية في المواد التي درسها خلال المرحلة الثانوية (مثل الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، والأحياء للمسار العلمي).
نعم، بشكل عام، تشترط معظم الجامعات والكليات في المملكة العربية السعودية أداء كلا الاختبارين للقبول في برامج البكالوريوس. اختبار القدرات مطلوب لجميع المسارات، بينما يختلف محتوى الاختبار التحصيلي باختلاف مسار الطالب في الثانوية (علمي أو نظري).
يتكون اختبار القدرات من قسمين رئيسيين: القسم اللفظي (استيعاب المقروء، إكمال الجمل، التناظر اللفظي) والقسم الكمي (مسائل رياضية، تحليل رسوم بيانية). أما الاختبار التحصيلي، فيتكون من أسئلة تغطي المواد الأساسية للمسار الدراسي، فمثلاً، يركز المسار العلمي على الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، والأحياء.
لا، طريقة المذاكرة مختلفة. الاستعداد لاختبار القدرات يتطلب التدريب على استراتيجيات حل الأسئلة بسرعة وتنمية مهارات التفكير المنطقي. بينما الاستعداد للتحصيلي يعتمد بشكل أساسي على مراجعة شاملة ودقيقة لمناهج المرحلة الثانوية وفهم القوانين والمفاهيم العلمية بشكل عميق.
وفقاً للمركز الوطني للقياس (قياس)، فإن صلاحية درجة كل من اختبار القدرات العامة والاختبار التحصيلي هي خمس سنوات من تاريخ إعلان النتيجة.