يميل الإنسان بشكل عام والأطفال بشكل خاص إلى حب الحيوانات الأليفة، ونرى كثيرًا مشاهد لتعامل الأطفال مع هذه الكائنات التي حبب الله إليهم مداعبتها والتلطف معها والتودد إليها.
هي مشاعر حب خالصة قائمة على العلاقة ما بين الإنسان والحيوان، وما بها من رأفة ورحمة وتواصل. في هذا الموضوع سوف نتناول هذه العلاقة وكيف تساعد وتنمي في أبنائك متعة تربية حيوان أليف في المنزل.
فوائد عديدة جدًا لتربية الحيوانات الأليفة، سواء للأطفال أو للكبار، وسوف نستعرض جزء منها:
بعد ان يدخل الحيوان الأليف إلى البيت، يتعلق به الجميع، صغارًا وكبارًا ويصبح خروجه من البيت سببًا لحزن عظيم يمكنك أن تتجنبه. ولذلك قبل أن تبدأ في التفكير في اقتناء حيوان أليف، هناك بعض الاشتراطات التي يجب مراعاتها قبل اتخاذ هذا القرار:
ربما يقفز في خيالنا الكلاب والقطط عند الحديث عن الحيوانات الأليفة، ولكن في الحقيقة أن هناك العديد من الأنواع الأخرى التي تصلح لأن تكون مستأنسة في المنزل، خصوصًا في حالة وجود مشكلة ما في المنزل (سواء صحية او شخصية) تمنع تواجد كلب أو قطة بالمنزل، ولذلك فإن الأنواع الأخرى تشمل:
يجب ان يتم هذا الاختيار بعد الرجوع إلى عدة عوامل أسردنا بعضها في بداية المقال، ويجب وضع الاعتبارات المادية وظروف تواجد الأسرة بالمنزل، ومساحته قبل البدء في اختيار نوع الحيوان المطلوب تربيته.
تحدث مع الطفل وقم بوضع قائمة بالاختيارات المتاحة، وقارنها بواقعك المعيشي، مرة أخرى نؤكد أن دخول الحيوان إلى المنزل هو بمثابة دخول طفل جديد إليه ويصبح أمرًا صعبًا للغاية في حالة فراقه.
كذلك يجب وضع المرحلة العمرية للطفل في الاعتبار، فمثلًا الكلاب الأكبر حجمًا غير مناسبة للأطفال تحت عمر سنتين حيث لن يقدروا على السيطرة عليهم والتعامل معهم، بينما فكرة سمك الزينة قد تبدو أفضل!
تذكر أنك مسؤول وأن هذا القرار هو من صميم تخصص الوالدان.
تحدث مع طفلك، وقم بالبدء في الإجراءات التالية لكي تبدأ في تنفيذ قرارك.
المدرسة هي المعادل التربوي والأكاديمي لولي أمر الطفل، ولذلك فإنه من الهام إخطار المدرسة بوجود حيوان أليف في المنزل، بل وتشجيع الطفل عن التحدث عن الأمر مع الزملاء والمعلمين، بحيث يحصل منهم على الدعم والمشورة والنصح.
فمثلًا في دروس الرياضيات فإن المقارنة بين أحجام وأوزان الحيوانات الأليفة تقرِّب المعلومات أكثر للطفل، وحتى في دروس العلوم، فإن صفاتها التشريحية وطريقة تناولها الطعام وعدد أرجلها وعيونها وطريقتها في الحركة سواءً السباحة أو الطيران أو الركض يساعد في توصيل المعلومات أكثر للطفل من ضرب أمثلة بعيدة عن ذهنه.
وحتى في الجغرافيا فإن الحديث عن المناطق التي تعيش فيها تلك الحيوانات وتأثّرها بالحرارة أو البرودة يعمل على ترسيخ المعلومات أكثر.
استعانة المعلم بحيوانٍ أليفٍ بعض الوقت في الفصل الدراسي تُثري التجربة للغاية فحتى الأطفال الذين لا تتوفر لهم فرصة تربية حيوان أليف في المنزل سيتعلمون الكثير من الأشياء مثل تعدد حاجات الحيوان وأنها أكثر من مجرد الطعام والماء، وسيرى تأثير سلوكه مباشرةً على الحيوان الأليف كما سيستمتع بالمراقبة وتسجيل الملاحظات، وهذا سيكون أفضل بكثير من مجرد شرحٍ نظري لأيّ قيمة في الحياة أو نظرية في العلوم.
أثبتت التجارب العملية لوجود حيوانٍ أليف في الفصل الدراسي أو المدرسة أن نسبة الحضور أكثر بكثير من عدم وجوده، إذ يمثّل الحيوان الأليف عامل جذبٍ شديد القوّة للأطفال من أجل الاستمتاع بالدراسة وتطوير مهارات عمليّة واقعية بعيدًا عن المناهج الجامدة مما يحسّن من مستوى الأداء التعليمي بشكلٍ عام.
وفي النهاية فإنّه مما لا شكّ فيه أن تأثير تربية الحيوانات الأليفة إيجابي في العموم على شخصية الأطفال، كما يمكن من خلال سلوك الطفل مع الحيوان أن يتم تقييمه، فإذا كانت هناك حالة من الخوف الشديد أو ممارسة التعذيب أو العنف ضد الحيوان فهنا يتم الانتباه مبكرًا لهذا السلوك واتخاذ الإجراءات العلاجية قبل تفاقمه.
ولكن من الضروري للغاية عند تربية الأطفال للحيوانات الأليفة، الحفاظ على الرعاية الصحية للحيوان واعتباره فردًا من الأسرة وتوفير المكان المناسب له وفقًا لطبيعته حتى لا يتحوّل لمصدر إزعاج للأطفال.
الحيوان الأليف يصبح فردّا من العائلة، يظهر في الصور والمناسبات ويشارك في اللحظات الحزينة والسعيدة، ويصبح رفيق في السفر وفي الخروج وفي المنزل. نرتبط به بشكل شعوري ويصبح جزءًا من وجداننا، وذكرياتنا.
فلنحسن استقباله واستضافته ككائن لا يتكلم ولا يشتكي، وإلا فإنه من الأفضل ألا ندخل في التجربة من البداية.