تعد فكرة المذاكرة للأولاد واحدة من أرعب الكوابيس التي تنتاب الأمهات، يبدأ الأمر بمجهود رهيب محاولة إقناع الطفل بأن وقت الاستذكار قد حان، ثم تنتقل إلى تحدي الحصول على انتباهه ومنعه من التشتت الدائم، حتى تصلي إلى مرحلة صعوبة توصيل المعلومة كأنك تشرحين الدرس إلى حائط منزلك بدلًا من أبنائك.
ولكن لماذا تتكبد الأمهات كل هذا العناء، بينما يستطيع الأساتذة السيطرة على الأطفال بشكل كبير، بل وإيصال المعلومة أيضًا مع الحفاظ على انتباههم لأطول فترة ممكنة؟ ما الفرق بين طريقة شرح الأم وتناولها لفكرة الاستذكار وبين طريقة الأستاذة في المدرسة سواء في المدارس الأهلية أو العالمية؟
لتصلي إلى المرحلة من التفهم والتمكن الذي يمتلكه الأساتذة عليكي أن تهيئي نفسك أولاً لفكرة الأستذكار، ثم تضعي خطة أسبوعية بها التفاصيل اليومية والتي تحتوي على أوقات الاستذكار، و اسامي المواد الدراسية، وأسامي الدروس التي تتناوليها مع أولادك، ثم تتعرفين على الأفعال والمواقف الي تفسد عليكي فترة الاستذكار لتتجنبي ملل أولادك، أو حيلهم الدائمة عند سماع كلمة "سنذاكر الآن"، مثل "ولكنني جائع" أو "أشعر بأن معدتي تؤلمني".
من النقاط المهمة التي عليكي أن تعيها قبل الشروع في المذاكرة مع أولاد هي إلمامك بالعامل النفسي ونفسية الأطفال بشكل عام، مما سيساعدك بشكل كبير على فهم سيكولوجية طفلك، وبذلك تهيئين له جو عائلي وعلمي يشجعه على الاستذكار، بدلًا من شعوره بأن المذاكرة هي فرض ممل عليه أن يتبعه حتى لا يتم معاقبته لاحقًا عند الحصول على علامات متدنية.
بعد أن هيئتي نفسك وفهمتي الأساليب الصحيحة للتعامل مع فكرة الاستذكار، عليكي أن تبدأي بشكل منظم، لا بفوضى عارمة تفقدك السيطرة على أبنك وتقلل من ثقتك بنفسك، وفي نجاحك في هذه المهمة، لذا عليكي أن تنظمي الأمور بشكل واضح في جدول للمذاكرة، ولكن كيف؟
نعلم أن مسئوليتك كأم وزوجة تضع الكثير على عاتقك، مما يحول بينك وبين البحث عن طرق مبتكرة للتعليم، لذا خلصنا لكي أفضل الطرق لتنظيم وقتك طفلك، والذي بدوره سيعود على تنظيم وقتك الشخصي، والاستفادة القصوى من اليوم.
الوقت |
النشاط |
ملاحظات |
من 7 صباحًا حتى 1 ظهرًا |
الذهاب إلى المدرسة |
عليكي توفير طعام صحي و سوائل تساعد طفلك على الحصول على وقت مثمر في المدرسة |
من 2 عصرًا حتى 4 عصرًا |
الرجوع من المدرسة |
تغيير الملابس – الاستحمام – تناول طعام الغداء |
من 4 مساءًا حتى 5 مساءًا |
كتابة جزء من الفروض المدرسية |
لا تزيدي هذا الجزء عن ساعة حتى لا تفقدي انتباه طفلك وتركيزه بالأخص إن كان في المراحل التعليمية الأولى |
من 5 مساءًا حتى 5:30 مساءًا |
خصصي هذا الوقت لأداء أنشطة لا تتطلب استخدام التكنولوجيا على الإطلاق |
اللعب مع الأخوة – الرسم – أداء التمارين الرياضية |
من 5:30 مساءًا حتى 6:30 مساءًا |
إكمال الفروض المدرسية |
|
من 6:30 مساءًا حتى 7:30 مساءًا |
راحة |
كمكافأة للطفل على صموده والتزامه، يمكنك منحه هذه الساعة لاستخدام الهاتف، أو مشاهدة التلفاز. |
من 7 مساءًا حتى 8 مساءًا |
مراجعة الدروس القديمة |
|
من 8 مساءًا حتى 8:30 مساءًا |
تناول وجبة العشاء |
احرصي على كونه عشاء خفيف، مع العلم أنه ممنوع إعطاء الأطفال أي مشروبات بها كافيين في أي وقت من أوقات اليوم حتى لا يؤثر على صحتهم وقدرتهم على النوم. |
من 8:30 حتى 9:30 |
مشاهدة التلفاز أو القراءة قبل النوم |
|
9:30 |
النوم |
احرصي على التزام طفلك بمواعيد نوم ثابتة حتى يتمكن من الاستيقاظ في ميعاد المدرسة، وحتى يتمكن من التحصيل الدراسي بشكل متميز. |
ملحوظة: الجدول الموجود أعلاه هو فقط نموذج استلهمي منه ما يجب عليكي فعله، وكيفية تنظيم يوم طفلك، هذا النموذج قابل للتعديل حتى يقع في قالب أنسب لظروفك وظروف طفلك، فمثلًا الأم العاملة لديها مواعيد تختلف عن الأم التي تبقى بالمنزل بشكل كامل، أيضًا الأطفال في الصفوف الدراسية الأولى يختلفون عن هؤلاء في الصف المتوسط، أو الثانوي، لذا احرصي دائمًا على تطويع المعلومات، والموارد التي تتاح لكي تتناسب معكي أنتي وطفلك.
يمكن البدء منذ سن دخول المدرسة (5-6 سنوات)، مع مراعاة أن يكون الجدول مرنًا ومناسبًا لعمر الطفل وقدراته.
تختلف حسب المرحلة الدراسية. للأطفال من 6 إلى 9 سنوات، ساعة إلى ساعتين كافية. أما من 10 إلى 13 سنة فيمكن زيادتها تدريجيًا حتى 3 ساعات مع فترات راحة.
لا تستخدمي التهديد أو العنف. بدلًا من ذلك، حاولي فهم سبب الرفض، استخدمي طرق تعليم ممتعة، وامنحيه بعض التحكم في اختيار وقت المذاكرة أو المادة.
من الأفضل أن يكون مرنًا، مع أوقات ثابتة للمذاكرة والراحة، حتى لا يشعر الطفل بالضغط أو الروتين الممل.
من الأفضل المذاكرة يوميًا لفترات قصيرة؛ لتثبيت المعلومات وعدم تراكم المهام، مع تخصيص يوم خفيف أو راحة أسبوعية.
الفروض المدرسية هي التكاليف التي يعطيها المعلم، بينما المراجعة اليومية هي إعادة دراسة وفهم الدروس التي تم شرحها في نفس اليوم.
حددي مكانًا هادئًا، قسمي المهام إلى فترات قصيرة (15-20 دقيقة)، واستخدمي أدوات بصرية أو ألعاب تعليمية لجذب انتباهه.
نعم، لكن باعتدال. استخدمي فيديوهات تعليمية، تطبيقات مبسطة، أو ألعاب تفاعلية تعزز الفهم. لكن تجنبي الاعتماد الكلي عليها.
أعيدي تقييم الجدول: هل هو مناسب لعمر طفلك؟ هل أوقات المذاكرة كثيرة؟ قومي بتعديله دوريًا بناءً على التجربة.
نعم، يُفضل تخصيص جدول لكل طفل حسب مرحلته الدراسية، قدراته، واهتماماته، مع محاولة تنسيق بعض الأوقات المشتركة عند الإمكان.